عقدة التفوق الايطالي على الالمان مستمرة .. وتتمدد ..وتتوغل ..وتتعملق ..حتى إشعار آخر!

■■ ضرب الازوري توقعاتي ومعي الكثير من الخبراء والمتابعين وأسقطوا المنتخب الالماني وعطلوا "تروس " الماكينات ،لإنهم آمنوا بقدراتهم ووثقوا بإمكاناتهم ، وقدموا مالديهم بجرأة وشجاعة وإستغلوا الجانب النفسي من الشعور بالتفوق على الالمان طوال الوقت وفي أي زمان وأي مكان !
وفي المقابل خسر الالمان أولاً ، لأنهم لم يتم إعدادهم بشكل نفسي لقهر العقدة النفسية أمام الطليان والتي تلازمهم، منذ عام 1962 ، حيث لم يتجاوز منتخب المانشافت، الأزوري الايطالي في أي مباراة رسمية!

■■ سيتحدث الكثيرون عن أخطاء لوف مدرب المانشافت، في عبثه الدائم في التشكيلة في توقيت لا يقبل مثل هذا العبث ، وكذلك في عدم قدرته على إدارة المباراة والتعامل مع معطياتها خاصة عندما كان فريقه متأخراً ، وكذلك في بطء التفكير والتوقيت في المجازفة ، وإستبدال أسلحته الهجومية بدلاً من تجميعها وتكثيفها .. ولكن من وجهة نظري أن الخطأ الاكبر كان في ضعف أو غياب الإعداد النفسي لمواجهة اللون الازرق ، ولا أعرف إن كان الالمان يصطحبون معهم طبيباً نفسياً أم لا ، وأخمن أنه لم يكن لديهم مثل هذا الطبيب ،وإن كان موجودا ، فما شهدناه يؤكد أنه لا يمتلك القدرات والخبرات الطبية والنفسية الكافية للتعامل مع هذه العقدة بشكل حاسم ، ولهذا خسر الالمان .

■■ المدرب الإيطالي الإكتشاف برانديللي ، أحسن إنتقاء فريقه ووضع خطة تبطل مفاتيح الالمان وتفاجئهم ، بالضغط عليهم طوال الوقت ، وعدم منحهم المساحات الكافية للتحرك بكرة او بدون ، ثم إزعاجهم بهجمات مرتدة خاطفة جاء منها هدفين قاتلين وضاعت ثلاثة أهداف أخري خاصة من ماركيزيو، وأحسن برانديللي إدارة المباراة، وتحريك فريقه ، وضبط وتيرة المباراة حسب مقتضيات المباراة .. برانديللي أعطي لوف درساً في السيطرة على فريقه وإرباك المنافس الأقوى من الناحية النظرية والذي كنت أقول عنه أنه فريق بلا نقاط ضعف او عيوب ، ولكن الطليان وقائدهم برانديللي كشفوا العديد من الثغرات مثل بادشتوبر في الدفاع ، وكروس لاعب الوسط المهاجم وبودولسكي وجوميز وحتى فيلسوف الفريق أوزيل تم إيقافه ، ولم يكن كلوزه يملك التصفيق بمفرده ولهذا تعطلت الماكينات وتوقفت .. ولم يستطيعوا العودة إلى المباراة إلا متأخراً جدا ..وفي الوقت بدل الضائع بهدف شرفي ، لايسمن ولا يغني من جوع.

■■ أما عن تفوق الطليان ومفاتيح لعبهم المتعددة وتماسك دفاعهم وقوة العزف الجماعي والواقعية والاحترام للمنافس مع الجرأة في محاولة للانقضاض عليه ، ثم التهامه ،فحدث ولا حرج . المتألقون كثيرون بداية من بوفون العملاق والذي قدم واحدة من أفضل مبارياته في البطولة ، وكيليني قلب الدفاع الذي تحول ظهيراً ، لمحاولة إفساد شلال العرضيات الالمانية ، وبيرلو "المعلم" والفيلسوف وضابط الإيقاع الالماني و ماركيزيو وكاسانو اللذين أربكا الدفاعات الالمانية وكشفا ثغراتها ، والفتى الأسمر بالوتيللي نجم المباراة ، الذي وقع بالرأس والقدم شهادة صعود الازوري للنهائي وكانتا بمثابة طعنتين في قلب الالمان .. وبإختصار فاز الطليان لإنهم كانوا الأفضل ولإنهم يفضلون الإجادة والتألق في مواسم الفضائح وعند الشدائد ، مثلما انتزعوا كأس العالم عام 2006 في ظروف مشابهة .