وما فيها من المعازف والأواني واللعب والملاهي والعطر وما أشبهه والضيافات والدعوات
الضيافة: اجتماع على خير فمن رأى كأنّه يدعو قوماً إلى ضيافته فإنّه يدخل في أمر يورثه الندم والملام بدليل قصة سليمان عليه السلام حين سأل ربه عزّ وجلّ أن يطعم خلقه يوماً واحداً فلم يمكنه إتمامه.
فإن رأى كأنّه دعا قوماً إلى ضيافته من الأطعمة حتى استوفوا فإنّه يترأس عليهم.
وقيل إنّ اتخاذ الضيافة يدل على قدوم غائب.
فإن رأى كأنّه دعي إلى مكان مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب.
فإنه يدعى إلى الجهاد ويستشهد لقوله تعالى: ^^^ يَدْعُونَ فيهَا وأما ضرب العود: فكلام كذب وكذلك استماعه.
ومن رأى كأنّه يضرب العود في منزله أصيب بمصيبة وقيل إنّ ضرب العود رياسة لضاربه وقبل إصابة غم.
فإن رأى كأنّه يضرب فانقطع وتره خرج من همومه.
وقيل إنّ فقره يدل على ملك شريف قد أزعج من ملكه وعزّه.
وكلما تذكر ملكه انقلبت أمعاؤه وهو للمستور عظة وللفاسق إفساده قوماً بشيء يقع على أمعائهم.
وهو للجائر جور يجور على قوم يقطع به أمعاءهم.
ومن رأى أنّه يضرب بباب الإمامٍ من الملاهي شيئاً من المزمار والرقص مثل العود والطنبور والصنج نال ولاية وسلطانا إن كان أهلاً لذلك وإلا فإنّه يفتعل كلاماً.
والمزمار ناحية فمن رأى كأنّ ملكاً أعطاه مزماراً نال ولاية ان كان من أهلها وفرجاً إن لم يكن من أهلها.
ومن رأى أنّه يزمر ويضع أنامله على ثقب المزمار فإنّه يتعلّم القرآن ومعانيه ويحسن قراءته.
وقيل إن رأى مريض كأنّه يزمر فإنّه يموت.
والصنج: المتخذ من الصغر يدل على متاع الحياة الدنيا وضربه افتخار بالدنيا.
وصوت الطبل: صوت باطل.
فإن كان معه صراخ ومزهر ورقص فهو مصيبة.
والطبال رجلِ بطال ويفتخر بالبطالة والطبل رجل صفعان فمن رأى أنّه تحول طبالاً صار صفعاناً.
وطبل المخنثين امرأة لها عيوب يكره تصريحها لأنّها عورة وفضيحة إذا فتش عنها شنعة كانت عليها
لأنّ ارتفاع صوته شناعة وكذلك حال هذه المرأة وطبل النساء تجارة في أباطيل قليلة المنفعة كثيرة الشنعة.
وضرب الدف: هم وحزن ومصيبة وشهرة لمن يكون معه فإن كان بيد جارية فهو خير ظاهر مشهور على قدر هيئتها وجوهرها وهو ضرب باطل مشهور وإن كان مع امرأة فإنّه أمر مشهور وسنة مشهورة في السنين كلها.
وإن كان مع رجل فإنّه شهرة والمعازف والقيان كلها في الأعراس مصيبة لأهل تلك الدار.
وأما الغناء: فإن كان طيباً دل على تجارة رابحة وإن لم يكن طيباً دل على تجارة خاسرة وقال بعضهم إنّ المغني عالم أو حكيم أو مذكر والغناء في السوق للأغنياء فضائح وأمور قبيحة يقعون فيها.
وللفقير ذهاب عقله.
ومن رأى كأنّ موقعاً يغني فيه فإنّه يقع هناك كذب يفرق بين الأحبة وكيد حاسد كاذب لأنّ أول من غنى وناح إبليس لعنه الله.
وقيل الغناء يدل على صخب ومنازعة وذلك بسبب تبدل الحركات في المرقص.
ومن رأى كأنّه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عال فإن ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان ولجميع من كان منهم.
فإن رأى كأنّه يغني غناء رديئاً فإنّ ذلك يدل على بطالة ومسكنة.
ومن رأى كأنّه يمشي في الطين ويغني فإنّ ذلك خير وخاصة لمن كان يبيع العيدان.
والمغني في الحمام كلام وأما الرقص: فهو هم ومصيبة مقلقة والرقص للمريض يدل على طول مرضه.
وقيل إن رقص الفقير غنى لا يدوم.
ورقص المرأة وقوعها في فضيحة.
وأما رقص من هو مملوك فهو يدل على أنّه يضرب.
وأما رقص المسجون فدليل الخلاص من السجن وانحلاله من القيد لانحلال بدن الرقاص وخفته.
وأما رقص الصبي فإنّه يدل على أن الصبي يكون أصم أخرس ويكون إذا أراد الشيء أشار إليه بيده ويكون على هيئة الرقص.
وأما رقص من يسير في البحر فإنّه رديء ويدل على شدة يقع فيها.
وإن رقص إنسان لغيره فإن المرقوص عنده يصاب بمصيبة يشترك فيها مع الرقاص.
ومن رأى كأنّه رقص في داخل منزله وحوله أهل بيته وحدهم ليس معهم غريب فإنّ ذلك خير للناس كلهم بالسواء.
والضارب الطنبور: رجل رئيس صاحب أباطيل مفتعل في قوم فقراء أو ساعي الدراهم السكية أو زان يجتمع مع النساء لأنّ الوتر امرأة.
وضرب الطنبور مصيبة وحزن تلتف له الأمعاء وتلتوي لأنّ صوته يخرج من الامعاء التي فتلت
وجففت وأخرجت من الموطن.
ونقره ذكر ما رأى من الرفاهية والعز والدلال فإن رأى سلطان أنّه يسمع الطنبور فإنّه يسمع قول رجل صاحب أباطيل.
وأما العصير: فيدل على الخصب لمن ناله فمن رأى أنّه يعصر خمراً فإنّه يخدم سلطاناً ويجري والخمر: في الأصل مال حرام بلا مشقة فمن رأى أنّه يشرب الخمر فإنّه يصيب إثماً كثيرأ ورزقاً واسعاً لقوله عزّ وجلّ: ^^^ يَسْسألونَكَ عن الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فيهما إثْمٌ كَبِيرٌ وَمنَافِعُ للنّاس وإثْمُهمَا أكْبَرُ مِنْ نَفْعِهمَا ^^^.
ومنِ رأى أنّه شربها ليس له من ينازعه فيها فإنّه يصيب مالاً حراماً وقالوا بل مالاً حلالاً.
فإن شربها وله من ينازعه فيها فإنّه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك.
فإن رأى أنّه أصاب نهراً من خمر فإنّه يصيب فتنة في دنياه.
فإنه دخله وقع في فتنة بقدر ما نال منه.
وقال بعض المعبرين: ليس كثرة شرب الخمر في الرؤيا رديئة فقط فإن رأى الإنسان كأنه بين جماعة كثيرة يشوبون الخمر فإن ذلك رديء لأن كثرة الشراب يتبعه السكر والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال.
وقال الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر فقص رؤياه على معبر فقال: أما سواد الوجه فإنّك تسود قومك وأما حلق الرأس فإنّ قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك وأما شرب الخمر فإنّك تحوز امرأة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدهما نبيذ وفي الآخر لبن.
فقال: اللبن عدل والنبيذ عزل فلم يلبث أن عزل وكان والياً.
وشرب الخمر للوالي عزل وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة وشرب نبيذ التمر اغتمام.
وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل ينال مالاً بعضه حلال وبعضه حرام وقيل يصيب مالاً في شركة وقيل يأخذ من امرأة مالاً ويقع في فتنة.
والسكر من غير شراب هم وخوف وهول.
لقوله تعالى: ^^^ وتَرَى النّاس سُكَارَى ومَا هُمْ بسُكَارَى ^^^.
والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا.
والسكر من الشراب أمن الخوف لأنّ السكران لا يفزع من شيء.
فإن رأى أنّه سكر ومزق ثيابه.
فإنّه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه.
ومن شرب خمراً وسكر منها أصاب مالاً حراماً ويصيب من ذلك المال سلطاناً بقدر مبلغ السكَر منه.
وقيل إنّ السكر رديء للرجال والنساء وذلك أنّه يدل على جهل كثير
ورأى رجل كأنّه ولي ولاية فركب في عمله مع قوم فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره.
فقصها على ابن سيرين فقال: إنّهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك.
وأكل الطير المقلو: للتنقل غيبة وبهتان ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز.
والحب إذا كان في ماء وكان في بيت فإنّها امرأة غنية مغمومة.
وإذا كان حب الماء في السقاية فإنّه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل اللهّ.
والحب إذا كان فيه الخل فهو رجل صاحب ورع وإذا كان فيه وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت.
فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك.
فكان كذلك.
والراووق: رجل صادق يقول الحق.
والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال وكذلك الإبريق خادم بدليل قول الله عزّ وجل: ^^^ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُون بِاكْوَاب وأَبَارِيقَ ^^^.
فمن رأى كأنّه يشرب من إبريق فإنّه يرزق ولداً من أمته والأباريق الخدم القوام على الموائد.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أشرب من ثليلة لها ثقبان أحدهما عذب والآخر مالح.
فقال: اتقِ الله فإنّك تختلف إلى أخت امرأتك.
والكأس: يدل على النساء فإن رأى كأنّه سقي في كأس أو قدح زجاج دلت رؤياه على جنين في بطن امرأته.
فإن رأى كأنّ الكأس انكسرت وبقي الماء فإنّ المرأة تموت ويعيش الجنين.
وقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني استسقيت ماء فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكَسر القدح وبقي الماء في كفي.
فقال له: ألك امرأة قال: نعم.
قال: هل بها حبل قال: نعم.
قال: فإنّها تلد فتموت ويبقى الولد على يدك.
فكان كما قال.
فإن رأى كأنّ الماء انصب وبقي الكأس صحيحاً فإنّ الأم تسلم والولد يموت.
وقيل ربما يدل انكسار الكأس على موت الساقي.
والقدح أيضاً من جواهر النساء فإنّه من زجاج.
والشرب في القدح مال من جهة امرأة.
وقيل إنّ أقداح الذهب والفضة في الرؤيا أصلح لبقائها وأقداح الزجاج سريعة الانكسار وتدل على إظهار الأشياء الخفية لضوئها.
والأقداح حوار أو غلام حدث.
واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز: مكروه ومنازعة.
وإنّما قيل أنّ اللعب بكل شيء مكروه لقوله تعالى: ^^^ أوَ أمِنِ أهل القُرَى أنْ يأتِيَهُمْ بأسُنَا ضُحىً وهُمْ يَلْعَبُونَ ^^^ ومن رأى أنّه يلعب
بها فإنّ له عدواً ديناً.
والشطرنج منصوبة لا يلعب بها فإنّها رجال معزولون.
وأما منصوبة ويلعب بها فإنّهم ولاة رجال.
فإن قدم أواخر اقطاعها فإنّه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة وإن غلب أحد الخصمين الآخر فإنّ الغالب هو الظاهر.
وقيل إن اللعب بالشطرنج سعي في قتال أو خصومة.
وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه فقيل أنّه خوض في معصية وقيل أنّه تجارة في معصية.
واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه ويكون الظفر للغالب.
واللعب بالكعاب اشتغال بباطل وقيل هو دليل خير.
والقمار هو شغب ونزاع.
وأما المحمرة فمملوك أديب نال منه صاحبه ثناء حسناً.
والطيب: في الأصل ثناء حسن وقيل هو للمريض دليل الموت.
والحنوط: والتدخين بالطيب ثناء مع خطر لما فيه من الدخان.
فأما العنبر: فنيل مال من جهة رجل شريف.
والمسك وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبوا فسؤدد أو سرور وسحقه ثناء حسن.
وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة دل على إحسانه إلى غير شاكر.
والكافور: حسن ثناء مع بهاء.
والزعفران ثناء حسن إذا لم يمسه.
وطحنه مرض مع كثرة الداعين له.
والغالية: قد قيل أنها تدل على الحج وقيل إنّها مال وقيل إنِّها سؤدد ومن رأى كأنّه تغلف بالغلية دي دار الإمام اتهم بغلول وخيانة.
والذريرة: ثناء حسن.
وماء الورد مال وثناء حسن وصحة جسم.
والتبخرحسن معاشرة الناس.
والأدهان كلها هموم إلا الزئبق فإنّه ثناء حسن.
والزيت بركة إن أكله أو شربه أو أدهن به لأنّه من الشجرة المباركة.
ورأى بعض الملوك كأنّ مجامير وضعت في البلد تدخن بغير نار ورأى البذور تبذر في الأرض ورأى على رأسه ثلاثة أكاليل.
فقص رؤياه على معبر فقال: تملك ثلاث سنين أو ثلاثين سنة ويكثر النبات والثمار في زمانك وتكثر الرياحين.
فكان كذلك.
ومن رأى أنّه تبخر نال ربحاً وخيراً ومعيشته في ثناء حسن.
في الكسوات واختلاف ألوانها وأجناسها
أنواع الثياب أربعة: الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية والمتخذة من الصوف مال ومن الشعر مال دونه والمتخذة من القطن مال ومن الكتان مال دونه وأفضل الثياب ما كان جديداً صفيقاً واسعاً وغير المقصور خير من المقصور وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد الدين والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم.
والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين والحمرة في الثياب للنساء صالح وتكره للرجال لأنّها زينة الشيطان إلا أن تكون الحمرة في إزار أو فراش أو لحاف وفيما لا يظهر فيه الرجل فيكون حينئذٍ سروراً وفرحاً والصفرة في الثياب كلها مرض.
وقد قيل أنّ الحمرة هم والحمرة والصفرة في الجسد لا يضران لأنّهما لا ينكران ولا يستشبعان للرجال والخضرة في الثياب جيدة في الدين لأنّها لباس من أهل الجنة.
والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة ويعرف بها وهي سؤدد ومال وسلطان وهي لغير ذلك مكروهة.
وثياب الخز: مال كثير وكذلك الصوف.
ولا نوع من الثياب أجود من الصوف إلا البرود من القطن إذا لم يكن فيها حرير فإنّهما تجمع خير الدنيا والدين وأجود البرود الحبرة.
والبرود من الإبريسم مال حرام وفساد في الدين والكساء من الخز والقز والحرير والديباج سلطان إلا أنها مكروهة في الدين إلا في الحرب فهو صالح.
والعمائم: تيجان العرب ولبسها يدل علىِ الرياسة وهيِ قوة الرجل وتاجه وولايته.
فإن رأى كأنّه لوى العمامة على رأسه ليلاً فانّه يسافر سفراً في ذكر وبهاء.
وإن رأى أنّ عمامته اتصلت بأُخرى زاد في سلطانه.
والعمامة من الإبريسم تدل على رياسة وفساد الدين ومال حرام ومن القطن والصوف رياسة في صلاح الدين والدنيا ومن الخز إصابة غنى.
وتجري ألوانها مثل ألوان باقي الثياب.
رأى إسحاق عليه السلام كأن عمامته قد نزعت فانتبه ونزل عليه الوعيد بانتزاع امرأته عنه ثم رأى أنّ عمامته قد أُعيدت إليه فسر بعودها إليه.
ورأى أبو مسلم الخرساني كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء ولواها على رأسه اثنتين وعشرين لية فقص رؤياه على معبر فقال: تلي إثنتين وعشرين سنة ولاية في بغي فكان كذلك.
والقلنسوة: سفر بعيد أو تزويج امرأة أو شراء جارية ووضعها على الرأس إصابة سلطان ورياسة ونيل خير من رئيس أو قوة لرئيسه ونزعها مفارقة لرئيسه فإن رآها مخرقة أو وسخة فإنّ رئيسه يصيبه هم بقدر ذلك.
وإن نزعها من رأسه شاب مجهول أو سلطان مجهول فهو موت رئيسه وفراق ما بينهما بموت أو حياة.
فإن رأى على رأسه برطلة فهو يعيش في كنف رئيسه.
فإن كانت بيضاء فإنّه يصيب سلطاناً إن كان ممن يلبسها وإن لم يكن فهو دينه الذي يعرف به.
ومن رأى ملكاً أعطى الناص قلانس فإنّه يرئس الرؤساء على الناس ويوليهم الولايات.
ولبس القلنسوة مقلوبة تغير رئيسه عن عادته.
فإن رأى بقلنسوة الإمام آفة أو بهاء فإنّه في الإسلام الذي توجه الله تعالى به وبالمسلمين الذين هم أعزة بهم.
فإن كانت من برود كما كان يلبسه الصالحون فهو يتشبه بهم ويتبع آثارهم في ظاهر أمره.
ومن رأى بقلنسوة نفسه وسخاً أو حدثاً فهو دليل على ذنوب قد ارتكبها.
فإن رأت امرأة على رأسها قلنسوة فإنّها تتزوج إن كانت أيماً.
وإن كانت حبلى ولدت غلاماً.
ومن رأى قلنسوة من سموِر أو سنجاب أو ثعلب فإن كان رئيسه سلطاناً فهو ظالم غشوم وإن كان رئيسه فقيهاً فهو خبيث الدين وإن كان رئيسه تاجراً فهو خبيث المتجر وإن كانت القلنسوة من فرو الضأن فهي صالحة.
وجاء رجل إلى معبر فقال: رأيت كأنّ عدواً لي فقيهاً عليه ثياب سود وقلنسوة سوداء وهو راكب على حمار أسود.
فقال له: قلنسوته السوداء توليته القضاء والحكم والثياب السود سؤدد يصيبه والحمار الأسود خير ودولة مع سؤدد يناله والمنديل خادم.
وما يرى به من وخمار المرأة: زوجها وسترها ورئيسها وسعته سعة حاله وصفاقته كثرة ماله وبياضه دينه وجاهه.
فإن رأت أنّها وضعت خمارها عن رأسها بين الناس ذهب حياؤها.
والآفة في الخمار مصيبة في زوجها إن كانت مزوجة وفي مالها إن لم تكن ذات زوج.
فإن رأت خمارها أسود بالياً دل على سفاهة زوجها ومكره وإن رأت امرأة عليها خماراً مطيراً دل على مكر أعداء المرأة بها وتعييرهم صورتها عند زوجها.
وقميص الرجل: شانه في مكسبه ومعيشته ودينه فكل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك وقيل القميص بشارة لقوله تعالى: ^^^ إذْهَبُوا بقَميصِي هَذَا ^^^.
وقيل هو للرجل امرأة وللمرأة زوج لقوله تعالى: ^^^ هنَّ لباسٌ لَكمْ وأنْتمْ لِبَاسٌ لَهُنّ ^^^.
فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته فإن رأى أنّه لبس قميصاً ولا كمين له فهوحسن شأنه في دينه إلا أنّه ليس له مال ويكون عاجزاً عن
العمل لأنّ العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمّان.
فإن رأى جيب قميصه ممزقاً فهو دليل فقر.
فإن رأى كأنّ له قمصاناً كثيرة دلت ذلك على أنّ له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجراً عظيماً.
والقميص الأبيض دين وخير ولبسه القميص شأن لابسه وكذلك جبته وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما.
فإن رأت امرأة أنّها لبست قميصاً جديداً صفيقاً واسعاً فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها وقال النبي عليه السلام: رأيت كأنّ الناس يعرضون عليَّ وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول اللهّ قال: الدين.
وأما القرطق: ففرج وقيل ولد فمن رأى أنّه لبس قرطقاً وتوقع ولداً فهو جارية.
والقباء: ظهرِ وقوة وسلطان وفرج وصفيقه خير من رقيقه.
فمن رأى عليه قباء خزاً أو قزاً أو ديباجاً فإنّ ذلك سلطان يصيبه بقدر خطر القوة في كسوتها وحدّتها إلا أنّ كله مكروه في الدين لأنّه ليس من لباس المسلمين إلا في الحرب مع السلاح فإنّه لا بأس به.
والقباء لصاحبه ولاية وفرج على كل الأحوال.
والدواج: أيضاً ظهر ويدل على تزوج امرأة إذا تلحف به ونام فإن رأى كأنّ دواجه من لؤلؤ فإنّ امرأته ديّنة قارئة لكتاب الله تعالى فإن كان الدواج مبطناً بسمور أو سنجاب أو ثعلب فإنّ امرأته خائنة مكرة لزوجها برجل ظالم.
والدراعة: امرأة أو نجاة من هم وكرب فإن كان عليه دراعة وبيده قلم وصحيفة فإنّه قد أمن الفقر بالخدمة للملك.
وأما الفرو في الشتاء فخيريصيبه وغنى وفي الصيف خير يصيبه في غم.
وجلود الأغنام: ظهور قوته.
وجلود السباع كالسمور والثعلب والسنجاب يدل على رجال ظلمة.
وقيل إنّها دليل السؤدد ولبس الفرو مقلوباً إظهار مال مستور.
والسراويل: امرأة دينة أو جارية أعجمية فإن رأى كأنّه اشترى سراويل من غير صاحبه تزوج امرأة بغير ولي.
والسروال الجديد امرأة بكر والتسرول دليل العصمة عن المعاصي.
وقيل السرِاويل دليل صلاح شأن امرأته وأهله.
ولبس السراويل بلا قميص فقر ولبسه مقلوباً ارتكاب فاحشة من أهله.
وبوله فيه دليل حمل امرأته.
وتغوطه فيه دليل غضبه على حمل امرأته.
وانحلال سراويله ظهور امرأته للرجال وتركها الاختفاء والاستتار عنهم.
وقيل إنّ السراويل تدل على سفر إلى قوم عجم لأنّه لباسهم.
وقيل السراويل صلاح شأن أهل بيته وتمدد سرورهم.
والتكة: تابعة للسراويل وقيل أنها مال وقيل من رأى في سراويله تكة فإنّ امرأته تحرم عليه أو تلد له ابنتين إن كانت حبلى وإن رأى كأنّه وضع تكّته تحت رأسه فإنّه لا يقبّل ولده.
وإن رأى كأنّ تكّته انقطعت فإنّه يسيء معاشرة امرأته أو يعزل عنها عند النكاح.
فإن رأى كأنّ تكّته حية فإنّ صهره عدو له.
ومن رأى كأنّ تكته من دم فإنّه يقتل رجلاً بسبب امرأة أو يعين على قتل امرأة الزاني.
ومن رأى أنّه لبس راناً فإنّه يلي ولاية على بلدة إن كان أهلاً للولاية ولغير الوالي امرأة غنية ليس لها حميم ولا قريب.
والإزار: امرأة حرة لأنّ النساء محل الإزار.
فإن رأت امرأة أن لها إزار أحمر مقصولاً فإنّها تتهم بريبة.
فإن خرجت من دارها فيه فإنّها تستبشع.
فإن رؤي في رجلها مع ذلك خف فإنّها تتهم بريبة تسعى فيها.
والملحفة: امرأة وقيمة بيت ومن رأى أنّه لبس ملحفة فإنّه يصيب امرأة حسنة.
ومن لبس ملحفة حمراء لقي قتالاً بسبب امرأة.
والرداء الجديد الأبيض: الصفيق جاه الرجل وعزّه ودينه وأمانته والرقيق منه رقة في الدين.
وقيل الرداء امرأة ديّنة وقيل هو أمر رفيع الذكر قليل النفع.
وصبغة الرداء والطيلسان الخلق من الفقر والرداء أمانة الرجل لأنّ موضعه صفحتا العنق والعنق موضع الأمانة.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأنّ عليه رداء جديداً من برد يمانٍ قد تخرّقت حواشيه فقال: هذا رجل قد تعلم شيئاً من القرآن ثم نسيه.
والطيلسان: جاه الرجل وبهاؤه ومروءته على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته فإن كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش وإن كان للوِلاية أهلاً نال الولاية وإن لم يكن أهلاً لذلك فإنّه يصير قيّماً على أهل بيته وعائلاً لهم.
وقيل إنّ الطيلسان حرفة جيدة يقي صاحبها الهموم والأحزان كما يقيه الحر والبرد.
وقيل الطيلسان قضاء دين وقيل هو سفر في بر ودين وتمزقه وتحرقه دليل موت من يتجمل به من أخ وولد فإن رأى الحرق أو الخرق ورأى كأنّ لم يذهب من الطيلسان شيء ناله ضرر في ماله.
وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر.
والكساء: رجل رئيس وقيل هو حرفة يأمن بها صاحبها من الفقر.
والوسخ في الكساء خطأ
في المعيشة وذهاب الجاه.
والتوشح بالكساء في الصيف هم وضر وفي الشتاء صالح.
والمطرف: امرأة.
والقطنية: سلاح على العدو.
والممطر: ثناء حسن وذكر في الناس وسعة في الدنيا لأنّه من أوسع الملابس وقيل هو اجتماع الشمل والأمن في الدنيا ووقاية من البلايا ولبسه وحده من غير أن يكون معه شيء آخر من الثياب دليل الفقر والتجمل مع ذلك للناس بإظهار الغنى.
وأما اللفافة: إذا لفت فهي سفر.
والجورب: مال ووقاية للمال فإن طابت رائحتها دل على أنّ صاحبها يقي ماله ويحصنه بالزكاة ويحسن الثناء عليه وإن كانت رائحتها كريهة دلت على قبح الثناء.
وإن كانت بالية على منع الزكاة والصدقة.
والجبة: امرأة فمن رأى أنّ عليه جبة فهي امرأة عجمية تصير إليه.
فإن كانت مصبوغة فإنّه ودود ولود وظهارة الجبة من القطن حسن دين.
ولبس الصوف: مال كثير مجموع يصيبه.
والنوم على الصوف إصابة مال من جهة امرأة.
واحتراق الصوف فساد في الدين وذهاب الأموال.
ولبسه للعلماء زهد فإن رأى كلباً لابساً صوفاً دل على تمول رجل دنيء بمال رجل شريف فإن رأى أسداً لابساً صوفاً دل على إنصاف السلطان وعدله وإن رأى أسداً لابساً ثوبا من قطن أو كتّان فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم.
ولبس الثياب البيض: صالح ديناً ودنيا لمن تعود لبسها في اليقظة.
وأما المحترفون والصناع فإنها عطلة لهم إذا كانوا لا يلبسون الثياب البيض عند أشغالهم.
والثياب الخضر: قوة ودين وزيادة عبادة للأحياء والأموات وحسن حال عند الله تعالى وهي ثياب أهل الجنة.
ولبس الخضرة أيضاً للحي يدل على إصابة ميراث وللميت يدل على أنّه خرج من الدنيا شهيداً.
والثياب الحمر: مكروهة للرجال إلا الملحفة والإزار والفراش فإنّ الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للنساء في دنياهن وقيل إنّها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه.
ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب وقيل يدل في المريض على الموت.
ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره.
والصفرة: في الثياب مرض وضعف إلا في الديباج والخز والحرير فقد قيل إنّها في هذه الأشياء
والثياب السود: لمن لا يعتاد لبسها إصابة مكروه ولمن اعتاد لبسها صالحة.
وقيل هي للمريض دليل الموت لأنّ أهل المريض يلبسونها.
والزرقة: هم وغم.
وأما الثياب المنقوشة بالألوان: فإنّه كلام من سلطان يكرهه وحزن.
والثوِب ذو الوجهين أو ذو اللونين فهو رجل يداري أهل الدين والدنيا فإن كان جديداً وسخاً فإنّه دنيا وديون قد اكتسبها.
وقيل إنّ الثياب المنقوشة الألوان للفتكة أوالذباحين ولمن كانت صناعته في شيء من أمر الأشردة خير.
وأما فى سائر الناس فتدل على الشدة والحزن.
وتدل للمريض على زيادة مرضه من كيموس حاد ومرة أصفراء.
وهي صالحة للنساء وخاصة للغواني والزواني منهن وذلك أنّ عادتهن لبسها.
والثياب الجدد: صالحة للأغنياء والفقراء دالة على ثروة وسرور.
ومن رأى كأنّه لابس ثياباً جدداً ممزقة وهو يقدر على إصلاح مثلها فإنّه يسحر.
وإن كان التمزّق بحيث لا يمكنه إصلاح مثلها فإنّه يرزق ولداً.
والثياب الرقيقة: تجدّد الدين فإن رأى كأنّه لبسها فوق ثيابه دل على فسقِ وخطأ في الدين.
فإن لبسها تحت ثيابه دل على موافقة سريرته علانيته أو كونها خيراً من علانيته وعلى أنّه ينال خيراً مدخوراً.
وأما الديباج والحرير: وجميع الثياب الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء فإنّه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة وهي صالحة لغير الفقهاء فإنّها تدل على أنّهم يعملون أعمالاً يستوجبون بها الجنة ويصيبون مع ذلك رياسة.
وتدل أيضاً على التزوج بامرأة شريفة أو شراء جارية حسناء.
والثياب المنسوجة بالذهب والفضة: صلاح في الدين والدنيا وبلوغ المنى.
ومن رأى أنّه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنّه تاج أو إكليل من ياقوت فإنّه رجل ورع متدين غاز وينال مع ذلك رياسة.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته فإذا في وسطه عفن فقال له: هل اشتريت جارية أندلسية قال: نعم.
قال: هل جامعتها قال: لا لأني لم استبرئها بعد.
قال: فلا تفعل فإنّها عفلاء.
فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء.
ورأى رجل كأنّه لبس ديباجاً فسأل معبراً فقال: تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر.
وأما الأعلام: على الثوب فهي سفر إلى الحج أو إلى ناحية الغرب وثياب الوشي تدل على نيل الولاية لمن كان من أهلها خصوصاً على أهل الزرع والحرث وعلىِ خصب السنة لمن لم يكن من أهلها.
وهي للمرأة زيادة عز وسرور.
ومن أعطى وشياً نال مالاً من جهة العجم أو أهل والثياب المسيرة تدل على السياط ونعوذ بالله منها.
والمصمت جاه ورفع صيت والملحم مختلف فيه فمنهم من قال هو المرأة ومنهم من قال هو النار ومنهم من قال مرض ومنهم من قال هو ملحمة.
والخز قد قيل أنّه يدل على الحج واختلفوا في الأصفر منه فمنهم من كرهه ومنهم من قال إنّ الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد والأحمر منه تجدد دنيا لمن لبسه.
وأما ثياب الكتان: من رأى أنّه لبس قميص كتان نال معيشة شريفة ومالاً وحلالاً.
وأما ثياب البرود فإنّه يدل على خير الدنيا والآخرة.
وأفضل الثياب البرود الحيرة وهي أقوى في التأويل من الصوف.
والبرود المخططة في الدين خير منه في الدنيا.
والبرود من الإبريسم مال حرام.
والخلقان من الثياب غم فمن رأى كأنّه لبس ثوبين خلقين مقطعين أحدهما فوق الآخر دل على موته.
وتمزق الثوب عرضاً تمزق عرضه.
وتمزق الثوب طولاً دليل الفرج مثل البقاء والزواج.
فإن رأت امرأة قميصها خلقاً قصيراً اقتصرت وهتك سترها.
ومن مزق قميصه على نفسه فإنّه يخاصم أهله وتبطل معيشته فإن لبس قمصاناً خلقاناً ممزقة بعضها فوق بعض فإنّه فقره وفقر ولده.
فإن رأيت الخلقان على الكافر فإنّها سوء حاله في دنياه وآخرته.
وقيل الثياب المرقعة القبيحة تدل على خسران وبطالة.
والوسخ هم سواء كان في الثوب أو في الجسد أو في الشعر.
والوسخ في الثياب بغير دسم يدل على فساد الدين وكثرة الذنوب وإذا كان مع الدسم فهو فساد الدنيا وغسلها من الوسخ توبة وغسلها من المني توبة من الزنا وغسلها من الدم توبة من القتل وغسلها من العذرة توبة من الكسب الحرام.
ونزع الثياب الوسخة زوال الهموم وكذلك إحراقها.
وأما البلل في الثوب فهو عاقة عن سفر أو عن أمرهم به ولا يتم له حتى يجف الثوب.
ومن رأى أنّه أصاب خرقاً جدداً من الثياب أصاب كسوراً من المال.
والخلعة: شرف وولاية ورياسة.
وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال وأكل الثوب الوسخ أكل
المال الحرام.
ومن رأى كأنّه لبس ثياباً للنساء وكان في ضميره أنّه يتشبه بهن فإنّه يصيبه هم وهول من قبل سلطان.
فإن ظن مع لبسها أن له فَرْجاً مثل فروجهن خذل وقهر.
فإن رأى كأنّه نُكح في ذلك الفرج ظهر به أعداؤه.
ولبس الرجل ثياب النساء مصبوغة زيادة في أعدائه ومن رأى كأنّه لبس ثياباً سلبها عزل عن سلطانه فإن رأى كأنّه فقد بعض كسوته أو متاع بيته فإنّه يلتوي عليه بعض ما يملكه ولا يذهب أصلاً.
وأما لبس الخفين فقيل إنّه سفر في بحر ولبسه مع السلاح جنة.
والخف الجديد نجاة من المكاره ووقاية من المال.
وإذا لم يكن معه سلاح فهو هم شديد وضيقه أقوى في الهم.
وقيل الخف الضيق دين وحبس وقيد وإن كان واسعاً فإنّه هم من جهة المال وإن كان جديداً هو منسوب إلى الوقاية فهو أجود لصاحبه وإن كان خلقاً فهو أضعف للوقاية وإن كان منسوباً إلى الهم فما كان أحكم فهو أبعد من الفرج فإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان فهو زيادة في جاهه وسعة في المعاش.
والخف في إقباء الشتاء خير وفي الصيف هم.
فإن رأى خفاً ولم يلبسه فإنّه ينال مالاً من قوم عجم وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ذهاب الزينة.
وإن كان منسوباً إلى الهم والديون كان فرجاً ونجاة منهما ولبس الخف الساذج يدل على التزوج ببكر فإن كان تحت قدمه متخرقاً دل على التزويج بثيب فإن ضاع أو قطع طلّق امرأته فإن باع الخف ماتت المرأة فإن رأى أنّه وثب على خفة ذئب أو ثعلب فهو رجل فاسق يغتاله في امرأته ومن لبس خفاً منعلة أصابه هم من قبل امرأة وإن كانت في أسفل الخف رقعة فإنّه يتزوج امرأة معها ولد.
ولبس الخف الأحمر لمن أراد السفر لا يستحب.
وقيل من رأى أنّه سرق منه الخفان أصابه همان.
ونزع الصندل مفارقة خادم أو امرأة.
والنعل المحذوة إذا مشى فيها طريق وسفر فإن انقطع شسعها أقام من سفر فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه وتكون إرادته في سفره حسب لون نعله فإن كانت سواء كان طالب مال وسؤدد وإن كانت حمراء كان لطلب سرور وإن كانت خضراء كان لدين وإن كانت صفراء كان لمرض وهم.
فإنّه رأى أنّه ملك نعلاً ولم يمش فيها ملك امرأة.
فإن لبسها وطىء المرأة.
فإن كانت غير محذوة كانت عذراء وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس وتكون المرأة منسوبة إلى لون النعل فإن رأى أنّه يمشي في نعلين فانخلعت إحداهما عن رجله فارق أخاً له أو شريكاً.
ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر فإن لبسها ولم يمش فيها فهي امرأة يتزوجها.
فإن رأى أنّه مشى فيها في محلته وطىء امرأته.
والنعل المشعرة غير المحذوة مال والمحذوة امرأة.
والنعل المشرِكة ابنة فإن رأى كأنه لبس نعلاً محذوة مشعرة جديدة لم تشرك ولم تلبس تزوج بكراً.
فإن رأى كأنّ عقبها انقطع فإنّها امرأة غير ولود.
وقيل أنّه يتزوج امرأة بلا شاهدين.
فإن لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي.
فإن رأى كأنّ نعله مطبقة فانشق الطبق الأسفل ولم يسقط فإنّ امرأته تلد بنتاً.
فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها وإن سقطت فإنّها تموت.
ومن رأى كأنّه رقع نعله فإنّه يردم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة.
فإن رقعها غيره دل على فساد في امرأته فإن دفع نعله إلى الحذاء ليصلحها فإنّه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة.
فإن رأى كأنّه يمشي بفرد نعل فإنّه يطلّق امرأته أو يفارق شريكه.
وقيلِ إنّ هذه الرؤيا تدل على أنّه يطأ إحدى امرأتيه دون الأخرى أو يسافر سفراً ناقصاً.
فإن رأى كأنّ نعله ضلّت أو وقعت في الماء فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم.
فإن رأى رجلاً سرق نعله فلبسها فإن رجلاً يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك.
والنعل من الفضة حرة جميلة ومن الرصاص امرأة ضعمفة ومن النار امرأة سليطة ومن الخشب امرأة منافقة خائنة والنعل السوداء امرأة غنية ذات سؤدد والنعل المتلونة امرأة ذات تخليط.
ومن جلود البقر فهي من العجم ومن جلود الخيل فهي من العرب ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين.
والنعل الكتانية امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة.
وقيل إن خلع النعلين أمن ونيل ولاية لقوله تعالى: ^^^ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ^^^.
وسأل رجلِ ابن سيرين فقال: رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة.
فقال: تلتمس مالاً ثم تجده بعد المشقة.
وقيل إنّ المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى وسئل ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال: تسافر إلى أرض العرب.
وقيل إنّ النعل يدل على الأخ.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي أمشي في نعليَّ فانقطع شسع إحداهما فتركتها ومضيت على حالي.
فقال له: ألك أخ غائب قال: نعم.
قال: خرجتما إلى الأرض معاً فتركته هناك ورجعت قال:
نعم.
فاسترجع ابن سيرين وقال: ما أرى أخاك إلا قد فارق الدينا.
فورد نعيه عن قريب.