[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
'''الجوار _اوحماية الدخيل عند العرب'''
يعدالجوار عند العرب من اعلى رتب الفخر حيث يبذل المجير الغالي والنفيس من اجل حماية من استجار بهولو بلغ ذلك
اعلى مرتب الخساره والفناء في الاموال والاولاد والارواح والانفس. وكان الشعراء ينسجون
قصائد تسمو بالمجير الى حد لا يعلوا عليه فخر , وقصائد الشعراء
هي اليوم بين ايدينا وكانها وليدة الساعه زاخره عطره ,وهي تنقل لنا
تاريخ لا تملكه امه , فهذا الجهاز الاعلامي (الشعر )كان حافزا
للانسان العربي ودافعا لتقديم الافضل ( وهذا لا يعني ان العربي يقدم
الجوار والوفاء بالوعد والجود من اجل الشعر والشهره انما هذا من
شيم وخلق الانسان العربي ) وحين يسارع العربي لنقل الصور الرائعه
فهو حق مشروع وذلك ان الشعر يمثل للقدماء جهاز اعلام كما نفعل
اليوم عن طرق القناة المرئيه ومنتديات وصحف .
قيس بن زهير يصور لنا خبر عن الجوار :
وما قصرت من حاضن ستر بيتها ** ابر وأوفى منك حارِ بن ظالمِ
اعز وأحمى عند جارٍ وذمةٍ ** واضربَ في كابٍ من النقع قاتمِ
وينقل لنا الاعشى خبر السموءل في ذكر قصة من الوفاء بالجوار
وكيف ضحى بابنه في سبيل حفظ جواره وهو يذكر حفيد السموءل
بما كان عليه من منعته لجاره فيقول :
شُرَيحُ لا تَترُكَنّي بَعدَما عَلِقَت ** حِبالَكَ اليَومَ بَعدَ القِدِّ أَظفاري
قَد طُفتُ ما بَينَ بانِقيا إِلى عَدَنٍ ** وَطالَ في العُجمِ تِرحالي وَتَسياري
فَكانَ أَوفاهُمُ عَهداً وَأَمنَعَهُم ** جاراً أَبوكَ بِعُرفٍ غَيرِ إِنكارِ
كَالغَيثِ ما اِستَمطَروهُ جادَ وابِلُهُ ** وَعِندَ ذِمَّتِهِ المُستَأسِدُ الضاري
كُن كَالسَمَوأَلِ إِذ سارَ الهُمامُ لَهُ ** في جَحفَلٍ كَسَوادِ اللَيلِ جَرّارِ
جارُ اِبنِ حَيّا لِمَن نالَتهُ ذِمَّتُهُ ** أَوفى وَأَمنَعُ مِن جارِ اِبنِ عَمّارِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ مِن تَيماءَ مَنزِلُهُ ** حِصنٌ حَصينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ
إِذ سامَهُ خُطَّتي خَسفٍ فَقالَ لَهُ ** مَهما تَقُلهُ فَإِنّي سامِعٌ حارِ
فَقالَ ثُكلٌ وَغَدرٌ أَنتَ بَينَهُما ** فَاِختَر وَما فيهِما حَظٌّ لِمُختارِ
فَشَكَّ غَيرَ قَليلٍ ثُمَّ قالَ لَهُ ** اِذبَح هَدِيَّكَ إِنّي مانِعٌ جاري
إِنَّ لَهُ خَلَفاً إِن كُنتَ قاتِلَهُ ** وَإِن قَتَلتَ كَريماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كَثيراً وَعِرضاً غَيرَ ذي دَنَسٍ ** وَإِخوَةً مِثلَهُ لَيسوا بِأَشرارِ
جَرَوا عَلى أَدَبٍ مِنّي بِلا نَزَقٍ ** وَلا إِذا شَمَّرَت حَربٌ بِأَغمارِ
وَسَوفَ يُعقِبُنيهِ إِن ظَفِرتَ بِهِ * * رَبٌّ كَريمٌ وَبيضٌ ذاتُ أَطهارِ
لا سِرُّهُنَّ لَدَينا ضائِعٌ مَذِقٌ ** وَكاتِماتٌ إِذا اِستودِعنَ أَسراري
فَقالَ تَقدِمَةً إِذ قامَ يَقتُلُهُ ** أَشرِف سَمَوأَلُ فَاِنظُر لِلدَمِ الجاري
أَأَقتُلُ اِبنَكَ صَبراً أَو تَجيءُ بِها ** طَوعاً فَأَنكَرَ هَذا أَيَّ إِنكارِ
فَشَكَّ أَوداجَهُ وَالصَدرُ في مَضَضٍ ** عَلَيهِ مُنطَوِياً كَاللَذعِ بِالنارِ
وَاِختارَ أَدراعَهُ أَن لا يُسَبَّ بِها ** وَلَم يَكُن عَهدُهُ فيها بِخَتّارِ
وَقالَ لا أَشتَري عاراً بِمَكرُمَةٍ ** فَاِختارَ مَكرُمَةَ الدُنيا عَلى العارِ
خبر يبين المسافه التي قطعها الانسان العربي والتزامه وتمسكه
بالوفاء لمن استجار به فالمازني قتل اخاه قيسا لانه غدر بجار لهما
وصور ما كان من مناشدة اخاه فقال :
يُناشدُنِي قيسٌ قرابةٌ بَيننا ** وسَيفي بكفِّي وهوَ مُنجردٌ يسعَى
غدرتَ فما بيني وبينك ذِمَّةٌ ** تُجيرك من سيفي ولا رَحِمٌ تُرعَى
على مَ أُسمَّى بالوفاء إذا جرَى ** ليَ الغدرُ في شِرْب المُجاور والمَرعَى
خبر من الحطيئة
لعمري ما زيدت لبوني ولا قلت ** مساكنها من نهشلٍ إذ تولتِ
لها ما استحبَّت من مساكن نهشلٍ ** وتسرحُ في حافاتها حيثُ حلَّتِ
ويمنعها من أن تُضام فوارسٌ ** كرامٌ إذا الأخرى من الروع شُلَّتِ
ولو بلغت فوق السماكِ قبيلةٌ ** لزادتْ عليها نهشلٌ وتعلّتِ
وخبر من مربع بن وعوعة الكلابي؛ وجاور كليب بن يربوع :
جزى الله خيراً - والجزاء بكفِّه - ** كليبٌ بن يربوعٍ وزادهم حمدا
هم خلطونا بالنفوس وأَلْجمُوا ** إلى نصر مولاهم مسومةً جُرْدَا
على حين خلَّتنا سُلَيمٌ وعامرٌ ** بجرداءَ زادتنا على جهدنا جُهدا
وقال عبيد بن حصين الراعي، وجاور بني عدي بن جندبٍ فأحمدهم :
إذا كنت مجتازاً تميماً لذمةٍ ** فمسِّك بحبلٍ من عدي بن جندبِ
هم كاهل الدهر الذي تتقي به ** ومنكبه المرجو أكرم منكبِ
إذا منعوا لم يُرجَ شيء وراءهم ** وإن ركبتْ حربٌ بهم كل مركبِ
وخبر اخر قاله فيهم :
إذا انسلخ الشهر الحرام فودِّعي ** بلاد تميمٍ وانصري أرضَ عامرِ
وأثني على الحيين عمرٍو ومالكٍ ** ثناءً يوافيهم بنجدٍ وغائرِ
كِرامٌ إذا تلقاهم عن جنابةٍ ** أعفَّاء عن بيت الغريبِ المجاورِ