قررت الحكومة العراقية تخصيص مبالغ إضافية من الموازنة التكميلية لتعزيز منظومة الدفاع الجوي, وسط مخاوف أميركية من إستفادة إيران من التكنولوجيا المتطورة لطائراتها الحربية.
وذكر الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي علي العلاق في بيان, أول من أمس, أن الحكومة وافقت على تخصيص مبالغ اضافية لوزارة الدفاع من الموازنة التكميلية لتعزيز منظومة الدفاع الجوي على وفق أحدث التجهيزات ومن مختلف المناشئ.
وأضاف أن "طبيعة الأوضاع والظروف التي تمر بها المنطقة والمواجهات التي قد تحصل في حال تطور هذه الأوضاع, جعلت الحكومة تفكر جديا باتخاذ الاستعدادات لمواجهة أية خروقات واختراقات قد تحصل لأجواء العراق ولتمكين القوات الجوية العراقية من التعامل مع أي اختراق لسيادته وأجوائه من أية جهة كانت أو أية دولة".
وجاءت تصريحات العلاق المفاجئة بعد تواتر تقارير سياسية وعسكرية في بغداد تحدثت عن أن حل المشكلة السورية لن يكون حلاً سياسياً وأن الحرب قادمة لإسقاط نظام بشار الأسد.
وفي هذا السياق, قالت أوساط مهمة في حزب "الدعوة", برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, ل¯"السياسة", إن المعلومات التي بحوزة الحكومة العراقية أن الأسد لن يسلم السلطة ولن يقبل بأي سيناريو انتخابي في سورية لأنه يعلم أنه سيفشل في أي انتخابات حرة ونزيهة.
إلى ذلك, كشفت مصادر في قيادة القوة الجوية العراقية ل¯"السياسة" أن الجانب الاميركي سيقدم في سبتمبر المقبل على الأرجح عرضه الخاص بصفقة الطائرات المقاتلة بالدفعة الثانية ل¯18 طائرة من طراز "اف 16".
وأكدت أن قائد القوة الجوية الفريق الركن الطيار أنور حمه أمين, ينوي السفر الى واشنطن للقاء مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بهدف تذليل أي عقبات والإسراع في تزويد العراق بالدفعة الأولى من هذه الطائرات المقاتلة بالتزامن مع دراسة العرض الأميركي الجديد لشراء الدفعة الثانية من الطائرات نفسها.
وأضافت أن الفريق أمين حريص على زيادة عدد الطيارين العراقيين الذين سيتدربون على طائرات "اف 16" (حسب ما تنص عليه الصفقة) من عشرة إلى 25 طياراً.
يذكر أن الإدارة الأميركية كانت أعلنت في نهاية العام الماضي عن موافقتها بيع العراق 18 طائرة أخرى من طراز "اف 16" المقاتلة بعد طلب تقدمت به بغداد ليبلغ اجمالي الصفقة 36 طائرة من هذا الطراز.
ولأهمية هذه الصفقة العسكرية رصدت الحكومة العراقية ميزانية مضاعفة لشراء ال¯36 طائرة حربية أميركية, كما سددت بغداد 900 مليون دولار قيمة الدفعة الأولى من الصفقة الى الحكومة الاميركية في سبتمبر 2011.
في المقابل, أشارت مصادر رفيعة في ائتلاف "العراقية" برئاسة اياد علاوي في تصريح ل¯"السياسة" إلى أن هناك اتجاهات في الادارة الاميركية لتجميد تزويد الحكومة العراقية بالدفعة الأولى من طائرات "اف 16" المقاتلة والغاء الدفعة الثانية.
وأوضحت أن "هناك سببين رئيسيين, الأول يتعلق بمخاوف أميركية من استفادة ايران من هذه الطائرات من الناحية التكنولوجية وليس من ناحية استخدامها العسكري لأن الكثير من الطياريين الايرانيين تدربوا على الطائرات الحربية الاميركية في السابق في زمن حكم الشاه, والثاني يتمثل في الخشية من أن تقوم بعض الميليشيات التابعة لإيران بتجنيد أحد الطيارين العراقيين للهرب بإحدى الطائرات والهبوط بأحد المطارات العسكرية الايرانية".
من جهته, رأى النائب في "التحالف الكردستاني" حسن جهاد أمين, أن بلاده ليست بحاجة الى أسلحة متطورة مثل الطائرات الحربية بل تحتاج الى تعزيز النظام الديمقراطي والتركيز على التنمية.
وأضاف أن المشكلة الأمنية في العراق تتعلق بالأمن الداخلي مواجهة الارهاب ولذلك على الحكومة برئاسة المالكي أن تهتم بتطوير اجهزة الاستخبارات.
وأعرب النائب الكردي العضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن استغرابه "للإستعجال المحموم الذي تبديه حكومة بغداد لشراء الطائرات الحربية وكأن العراق في سباق تسلح مع الآخرين, وكأن حرباً إقليمية ستقع قريباً".